كان المنافقون قد بنوا مسجد قريب من قباء، وطلبوا من النبي ان يصلي فيه قبل خروجه لتبوك، فقال لهم: (إنا على سفر ولكن إذا رجعنا صلينا فيه إن شاء الله)، وكان المسجد قد فتح وصلي به قبل غزوة تبوك، وعندما سألهم الناس لماذا أتخذتم مسجدا آخر قبالة مسجد قباء؟ قالوا: اتخذناه للمريض والشيخ المسن والليلة المطيرة، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك، وقصة هذا المسجد أنه كان في المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم رجل اسمه أبو عامر كان قد تنصر قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من سادة الأنصار وعلم أن هذا الزمان زمان نبي فترهب وتنسك طمعا في أن يكون هو هذا النبي، وأطلق عليه أهل المدينة أبو عامر الراهب فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجر الى المدينة خاب ظنه وحقد على النبي صلى الله عليه وسلم ورفض الإسلام وزاد حقده بعد نصر بدر ثم ذهب الى قريش وأخذ يشجعهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى خرجت قريش لغزو المدينة في أحد وقبل بداية المعركة تقدم بين الصفوف، وأخذ ينادي على الأوس حتى يخذلوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: أنا أبو عامر الراهب ولكن الأنصار سبوه وقالوا له: بل أنت أبو عامر الفاسق فلما انتهت المعركة لحق بهرقل قيصر الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده هرقل وأقام عنده وأخذ يراسل المنافقين في المدينة، ويسعدهم بأنه سيأتي بجيش هرقل لغزو المدينة ثم أمر أتباعه من المنافقين أن يبنوا مسجدا ليكون مقراً لهم وقال لهم: اتخذوا لكم مسجدا ظاهره لإقامة الصلاة، وحقيقته تعقدون به أمركم وتتشاورون حتى لا يطلع عليكم اصحاب محمد ، فإذا اعددتم سلاحاً ورجالاً جئتكم بمدد من الروم فأخرجناه هو واصحابه من المدينة فكان هذا المسجد الذي أمرهم به ابو عامر الفاسق حقيقته ليقوموا من خلاله ببث أفكارهم الهدامة ونشر فتنهم في المدينة، وحتى يقدم عليهم فيه من يقدم بكتبه اليهم وحتى ينزل فيه عندما يأتي وبالفعل بنوا مسجدا بجوار مسجد قباء وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم : لقد بنيناه للضعفاء وطلبوا من النبي أن يقدم للصلاة فيه وكان ذلك قبل خروجه الى تبوك فعصم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيه وقال لهم: (انا على سفر ولكن اذا رجعنا ان شاء الله)،