ابو بكر الصديق أميرا للحج بالمسلمين

بألهام من الله دون نص قرآني، اختار النبي صلى الله عليه وسلم عدم الخروج للحج في العام التاسع من الهجرة، وانتدب أبا بكر الصديق أميرا للحج، ليخرج بلاثمئة رجل ومن أراد أن يرافقهم من اهل الأعراب من حول المدينة، كان الناس كلهم يحجوا اقتداءً بملة نبي الله ابراهيم عليه السلام، ولكن اليهود عندما قبض الله نبيه موسى إليه، غيروا وبدلوا فأسقطوا الحج من شريعتهم وأخذوا يحجون الى بيت المقدس، وكذلك تبعتهم النصارى لأن المسيح عيسى عليه السلام ايضاً بعث في بني اسرائيل، ولكن لم يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم نص قرآني يغيرها لهم وما كان صلى الله عليه وسلم يشرع إلا بوحي، ولكن كره أن يحضر الموسم وفيه ما لا يتفق مع خلق الإنسان الطبيعي. الخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم انتدب الصديق ليكون اميراً على المسلمين، وأوصاه بأن لا يغير شيئاً في ما أعتادت عليه قريش لأن الله لم يأمره بشيء وان يحج بالمسلمين على ملة التوحيد، وارسل معه عشرين ناقة ليقدمها هديً بأسم النبي طعمة للفقراء والمساكين واخذ ابو بكر لنفسه خمس نياق، وبعد خروج وفد الحج، نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيات من صدر سورة التوبة، فالقران لم يكن مرتباً كالترتيب الحالي، فعندما نزلت الآيات ارسل النبي صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه ليقرأها على الناس يوم الحج الاكبر،

وكتب له كتاب لأمير مكة حتى يعمل بمضمون هذه الآيات وأوصاه بأربعة بنود يبلغها للناس يوم الحج الأكبر فأنطلق وأذن له النبي أن يركب على ناقته القصواء كشاهداً عليه أنه نائبا عن النبي، وارسل معه ابو هريرة يزكي شهادته فقال له: (تحج مع الناس فإذا كان يوم الحج الأكبر، وفاض الناس من عرفة واجتمعوا في منى اقرأ عليهم هذا الكتاب والآيات التي نزلت)، حتى إذا أقترب من الركب سمع ابو بكر رغاء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم القصواء فعرفها، فقال: ألا تسمعون؟ إنه رغاء القصواء، قالوا اجل، قال: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمُر بالحج فلحق بنا، فتوقف الركب كله ينتظرون قدوم الناقة، فلما زال عنها السراب وظهر لهم من يركبها، اذ به علي فسلم على الصديق ومن معه، فسأله ابو بكر: يا ابن عم رسول الله أتابع أم أمير؟ قال: بل تابعٌ، ونائبٌ عن رسول الله لأقرأ على الناس وابلغهم رسالته يوم الحج الأكبر صبيحة النحر واقرأ عليهم ما أنزل الله من آيات.

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *