يوم الحج الاكبر

ومضى الركب حتى إذا كان يوم الحج، ووقف الناس كما يقفون على عادتهم، فلما افاض الناس، استأذن علي من ابي بكر ان يبلغ الناس رسالة رسول الله فأذن له، وذلك لأن العرب عندها ما يسمى العرف والعادة ولا تناقض نصاً شرعياً فقد أقرها الاسلام، وجاء النص على لسان النبي بقوله: (العادة محكمة)، وفي عادة العرب

لا ينوب في الأمور العامة إلا من كان من عصبته، وهي خمسته بالدم لا ثأر بعد الجد الخامس وهذا ما يعرف بالفقه في كتب الاسلام واسمه العاقلة وهم الذين يلزمون بالدية فعلي يلتقي مع النبي في الجد الأول وأما ابو بكر فلا يلتقي بالنبي من الجد الخامس، فهو من فخذ آخر، ولو سأل سائل لماذا لم يرسل عمه العباس، لانه كان حديث عهد بالإسلام أما علي فهو من الأوائل في الاسلام ومن الشهود على العهود، وهكذا كان اختيار النبي، فوقف علي خطيباً بالناس، فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: ايها الناس، إني رسول رسول الله إليكم لأبلغكم ما انزل الله واسن سنن تتبع بعد اليوم، ثم تلى: { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ، وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا، وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا، فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ، فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ، وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ، ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ، كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} وقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

فكانت اربعة احكام؛ يمنع الطواف بالبيت بعد هذا اليوم عريان، لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك، من كان بينه وبين رسول الله عهد فهو الى مدته والذين لا عهد لهم فمعهم مهلة اربعة أشهر، وألا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا. فامر ابو بكر رجال لهم صوت جهوري يبلغون عن لسان علي حتى يبلغ القاصي والداني وكُلف أمير مكة أن ينفذ هذه الاحكام بعد موسم الحج وأن تهيئ مكة لأستقبال النبي في العام القادم حاجاً. وسمي هذا العام بعام الوفود.

🌾
💐
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *