أحداث وقعت في العام التاسع من الهجرة

-وفاة النجاشي ملك الحبشة،
وقد تولى حكم الحبشة وهو ابن تسعة أعوام بعد موت عمه بصاعقة، وانتشرت سيرته الطيبة وعدله في كل مكان، اسلم وكتم اسلامه، حفاظا على حياته وملكه، وقبل منه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وفي رجب من السنة التاسعة، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوفاة النجاشي فقال: (مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة)، وصلى النبي عليه صلاة الغائب وكان الوحيد الذي صلى عليه النبي صلاة الغائب، لأنه مات في أرض ليس فيها من يصلي عليه.
-وفاة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أم كلثوم رضي الله عنها، وقد ولدت للسيدة خديجة، قبل البعثة بستة سنوات، وجاهدت وعانت وطأة الحصار مع المسلمين في شعب أبي طالب، وعاشت كل لحظات معاناة المسلمين في مكة قبل الهجرة وهاجرت وتزوجت من عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد وفاة أختها رقية في السنة الثالثة من الهجرة، ولم تنجب حتى ماتت رضي الله عنها في شهر شعبان من السنة التاسعة من الهجرة، بعد عودة المسلمين من تبوك، وجلس النبي على قبرها وهو يبكي حزنا عليها، وواسى زوجها وقال: (لو كانت عندنا ثالثة لزوجتها عثمان).
-وفاة عبد الله بن أبي بن سلول والذي عرف برأس المنافقين، لحقده على الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه اعد هجرته سببا في عدم تنصيبه ملكا على المدينة، فأظهر الإسلام وأبطن الكفر، ولم يتوقف لحظة عن الكيد ضد النبي والمسلمون وتعاون مع اليهود وقاد جماعة المنافقين وكانت خطورته مكانته الكبيرة بين قومه، وكان له ولد وحيد عبد الله من خيار الصحابة، كان شديد البر بأبيه، ومع ذلك كان من أشد الناس على أبيه، فلما توفي ذهب ابنه الى النبي وسأله أن يعطيه قميصه يكفنه فيه فأعطاه، ثم سأل النبي أن يصلي عليه، فقام النبي يلبي طلب هذا الصحابي المؤمن الصادق، فقام عمر وأخذ بثوب النبي وقال: يا رسول الله، قد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال النبي: (يا عمر إنما خيرني الله فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} وسأزيده على السبعين)، وصلى عليه النبي، قال عمر: فعجبٌ لي وجرأتي على رسول الله، ولكن نزل بعد ذلك قول الله تعالى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} وبموته انحسرت جدا حركة النفاق في المدينة، وكان استمرار وجودهم مؤكدا لأن المنافقون لا يختفون أبدا من أي مجتمع مسلم.
🌾🍐🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *