هدم صنم ثقيف

أسلمت كل ثقيف، ولم تمضِ الا أيام حتى جاءت السرية التي أرسلها النبي لهدم صنم اللات وبرغم أن ثقيف قد دخلت في الإسلام، الا أن دخول الطائف وهدم صنمها أمر غير مأمون على الإطلاق، ومهمة شديدة الخطورة ولذلك أرسل النبي السرية وأمر عليها القائد خالد بن الوليد، وجعل مع هذه السرية المغيرة بن شعبة وهو من ثقيف، فلا شك أن البطن الذي ينتمي اليه المغيرة بن شعبة من ثقيف هو بطن بني متعب سيقوم بحماية المغيرة وحماية المسلمين، وكما أرسل معهم ايضا أبو سفيان بن حرب، وهذه ايضا اشارة هامة الى أن زعيم الوثنية السابق هو الذي يذهب بنفسه لهدم أشهر أصنام العرب، فلما وصلت هذه السرية اتجهت فورا الى اللات فخرجت كل ثقيف رجالا ونساء وأطفالا وتجمعت تشاهد هذا الحدث، وأغلب ثقيف تعتقد أنهم لن يستطيعوا هدم اللات، فقام المغيرة بن شعبة وقال لأصحابه: لأضحكنكم من ثقيف فأخذ المعول، فضرب اللات ضربة، ثم سقط على الأرض وأخذ يحرك جسده ورجليه كالمصروع، فاضطربت كل ثقيف وأخذت تصيح وتقول: قتلته الربة، قتلته الربة وفرحت ثقيف وصاحوا: من شاء منكم فليقترب ويهدمها فوثب المغيرة وهو يقول: قبحكم الله يا معشر ثقيف، انما هي حجارة لا تضر ولا تنفع، فاقبلوا عافية الله واعبدوه ثم قام المغيرة وقام معه المسلمون فهدموا اللات عن آخرها ثم قال السادن: إن هدموا الأساس ليخسفن بهم فسمع المغيرة ذلك فقال لخالد دعني أحفر أساسها، فحفر أساسها واسقط في يد ثقيف وبهتت، وحسن بعد ذلك اسلامها ولم ترتد عنه كما ارتدت بعض القبائل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه ثقيف التي كانت في أول الدعوة كلها ضد النبي، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ إذا كان الله معك، يسخر لك أعداءك ليخدموك، وإذا كان الله عليك، سمح لأتفه بشر أن يتطاول عليك هل رأيتم وعد الله، {يُرِيدُونَ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، إنه الله جل في علاه، أقام العباد فيما أراد، وله المراد فيما يريد جل الوحيد الفريد، إنه الله مالك الملك العظيم المتعال، كلنا عبيده وأمرنا في يده، سبحانه وتعالى عما يصفون، أفلح من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

🌾
🍁
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *