المرحلة الثالثه اسلام قبيلة حمير، وهي أعظم القوى القَبَلية في اليمن وأعرقها، فقد أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من رسول، حتى أسلم أهل حمير وملوك حمير، وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة بعد تبوك وهل تعلمون أن قبيلة حميرية تعيش الى يومنا هذا الحياة البدائية بعيدة عن الحضار،
المرحلة الرابعة: نصارى نجران فقد أقروا بدفع الجزية، ثم جاء وفد منهم بعد ذلك واسلموا.
المرحلة الخامسة: همدان ارسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم علي وعمَّمه بيديه صلى الله عليه وسلم وعقد له لواء ووضع عليه قطعة من عمامته صلى الله عليه وسلم وأمر ان يكتب كتاب لعلي رسالة لأهل همدان وقال له: (انطلق يا علي الى اهل اليمن واقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنَّ الله يثبت لسانك، ويهدي قلبك، وإن الناس سيتقاضون إليك فإن أتاك الخصمان فلا تقضي لأحدهما حتى تسمع كلام الآخر فإنه أجدر أن تعلم لمن الحق)، أنطلق ومعه مئة وخمسين رجلا من اصحاب النبي فلما نزل بساحتهم، وأتتهم الأخبار بأن رسول محمد من المدينة قد أقبل ومعه جيش جمعوا له الجموع واعدوا له الجيش، وأراد الصحابة ان يستعدوا للقتال فقال لهم علي رضي الله عنه وأرضاه: على رسلكم، ننفذ أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يأمرني ان اقرأ رسالته عليهم؟ قالوا: بلى ولكنهم استعدوا لقتالنا فقال: ونحن قد استعددنا لهم بوحي الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فتقدم إليهم علي وحده ليس معه أحد، ولم يسل سيفاً ولم يحمل ترساً فلما تقدم منهم أخرج الرسالة وقرأها عليهم فعندما أتم القراءة، تفاجئ الصحابة بأن كل همدان وعلى قلب رجل واحد وبلسان واحد يصيحون بأعلى صوتهم نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلمت همدان كلها في ساعة واحدة، ثم استقبلوا علي رضي الله عنه خير استقبال هو واصحابه، واخذ علي يعلمهم الدين ويقرأ عليهم القرآن، ثم جاءت الخصوم إليه يتقاضون إليه، فيقضي بينهم كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم يسمع من الطرفين ويقضي يقول الصحابة: كان علي أقضى اصحاب رسول الله، وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعى له يوماً فقال: (اللهم وفقه للقضاء)، وهكذا اسلمت همدان وجاء وفد منهم الى المدينة ليبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة وقبل ان يصلوا الى المدينة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مخبراً عن اهل اليمن: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم)، هذه شهادة نبينا صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن لمن اتبع سنته واهتدى بهديه، من جهة أخرى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عدة سرايا الى بعض القبائل اليمنية التي لم تستجب لدعوة الإسلام فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم الطفيل بن عمرو الى قبيلة دوس وأرسل سرية بقيادة خالد بن سعيد بن العاص وسرية بقيادة خالد بن الوليد وسريتين بقيادة علي بن ابي طالب وهكذا عندما جائت السنةالعاشرة كان جميع أهل اليمن قد دخلوا في الاسلام، فارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل، وابا موسى الأشعري وكانت مهمتم أن يتوليا قيادة اليمن وقسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم اليمن الى قسمين كبيرين قسم تولى قيادته معاذ بن جبل رضي الله عنه وقسم تولى قيادته ابا موسى الاشعري رضي الله عنه عرف كل قسم بالمخلاف، ووصى النبي صلى الله عليه وسلم عاملاه وقال لهما: (يسرا وبشرا ولا تنفرا)، ثم ألتفت الى معاذ وقال وهو يودعه: (يا معاذ عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري)، فبكى معاذ جزعا لفراق النبي صلى الله عليه وسلم.