حجة الوداع، مقاطعة النبي لزينب بنت جحش رضي الله عنها

مضى الركب المبارك، وبعد أن مضى في الطريق قيل للنبي: يا رسول لقد برك جمل أم المؤمنين صفية، فعالجوه لها، فلم يقم ولم يعالج حتى هلك الجمل، فنظر النبي لأزواجه فكان اكثرهن أبل أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي تكون ابنت عمته التي زوجه الله أياها في القران الكريم، من فوق سبع سماوات دون ولي أمر، قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}، وكانت تفخر على امهات المؤمنين جميعاً تقول: ما منكن امرأة إلا زوجها أبوها او اخوها، إلا انا زوجني الله من فوق سبع سماوات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزينب: (يا زينب أرى أنك اكثر أخواتكِ ظهراً، أفقري أختك جملاً حتى نعود، فقالت وقد غلبتها نفسها رضي الله عنها: تعجلت بالرد، وغاب عنها جلال الموقف، أنهم محرمون والذي يخاطبها رسول الله فهي في تلك اللحظة غلبتها نفسها، لانها نظرت الى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف أنه محمد الزوج فقالت: أنا أعطي يهوديتك هذه؟ فغضب النبي غضبا شديدا وصاح بزينب وقال: (مه بئس ما قلتِ يا زينب)، قال الصحابة: وصمت صلى الله عليه وسلم طويلاً لم يتكلم، ودار الدم في وجهه، وكان يُعرف إذا غضب تربد وجهه كأنه فقء به حب الرمان، فعلموا أنه غضب غضباً شديداً، قالوا: تربد وجهه وزاد على ذلك أن أحمر بياضُ عينيه حتى اصبح كأنه الدم، وترك السيدة زينب لا يتحدث إليها ولا يكلمها طوال حجة الوداع وحتى عاد الى المدينة، الى ان مرض، وثقل عليه المرض وعلم انه مقبوض، ذهب لحجرتها، وكانت زينب عندما علمت انه قد هجرها طوت فراش النبي ونامت على الارض، فقام وجاء وهو متعب صلى الله عليه وسلم وقد اثقله المرض وكان يتكئ على علي وعلى العباس، فقامت زينب لما رأته فرحت فرحا لم تسعها الارض من فرحتها، قامت تستقبله فجاء بنفسه، للفراش وفرشه ونام تلك الليلة عندها، ولولا انه لم يفعل ذلك ما كان كلمها احد بعد موت النبي لان النبي هجرها من أجل موقفها مع صفية بنت حيي المؤمنة الصادقة آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم، والاسلام يجب ما قبله، فالنبي صلى الله عليه وسلم أول من حارب العصبية القبلية وقال: (دعوها إنها منتنة ليس منا من دعى الى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)، فرسول الله صلى الله عليه وسلم المشرع عن ربه المتمثل بحقيقة هذا الدين، هو قرآن يدب على الارض يسير بين اصحابه يهجر، ويقاطع زوجته، بنت عمته وهي من السابقين للإسلام ومن المهاجرات، ونحن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم نحب ما كان يحب ومهمتنا من بعده ان ندعوا الناس الى الله ولا ننفرهم فكلنا من آدم، وابليس هو عدونا نحن لا ننظر الى جنسية احد فالنبي صلى الله عليه وسلم زرع لنا هذه المعاني في قصة زينب وصفية وهو درس مهم لكل مسلم.

🌾
🌹
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *