حجة الوداع وأوجه الحج الثلاثة

فتحللوا فمنهم من حلق ومنهم من قصر، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم، فرفع يديه وهو ينظر إليهم وقال: (اللهم اغفر للمحلقين)، فقال صحابي: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال: (اللهم اغفر للمحلقين)، فقال: والمقصرين يا رسول الله؟ فقال: (اللهم اغفر للمحلقين)، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (والمقصرين)، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}، فتحلل اصحابه صلى الله عليه وسلم وتحولت حجتهم الى عمرة فسأله احد الصحابة: يا رسول الله أي الحل، فقال: (الحل كله)، فتحللوا من أحرامهم واغتسلوا وتطيبوا وتسرحوا، ولبسوا ثيابهم

وامتشطت النساء وتزينة لرجالها، وكان صلى الله عليه وسلم في صحبته ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، وكان علي بن ابي طالب رضي الله عنه قادم من اليمن ليحج ومعه أبل الصدقة وفيها الخمس للنبي، فتحللت فاطمة رضي الله عنها واغتسلت وامتشطت وهي في خيمتها، فوصل علي رضي الله عنه والناس في خيامهم فدخل على السيدة فاطمة رضي الله عنها، فوجدها قد تحللت، فقال متعجباً: ماهذا الذي صنعتِ؟قالت: أمرني به أبي صلى الله عليه وسلم، فأنطلق علي مستغرباً الى النبي صلى الله عليه وسلم مستفسراً وقال: يا رسول الله لقد رأيت فاطمة قد صنعت كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أجل يا علي انا أمرتها)، ياعلي بما أهللت وانت قادم؟)، قال: وقفت متحيراً يارسول الله، فقلت: اللهم إني أُهلُ بما أهلَّ به رسول الله، قال: (فإني قد أهللت بالحج والعمرة وإني قد سقت الهدي فأبقى على أحرامك يا علي)، اي حج المقرن، وحكمة الله بالغة لأن النبي خاتم الأنبياء والمرسلين وشريعته هي الماضية الى قيام الساعة والناسخة لما سبقها من الشرائع، فجمع الله له الخير كله في هذه الحجة، فاصبح إما أن يحج الإنسان مفرداً كما حدث مع السيدة عائشة إذن لم تطف بالبيت فلم تكتب لها عمرة لعمرها الشرعي، فلما انتهى الحج وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع الى المدينة

قالت: يارسول الله أيرجع الناس كلهم بحجة وعمرة وأرجع بحجة فأنا لم اعتمر؟

فأمر صلى الله عليه وسلم أن تقف الرحال في اطراف مكة وارسلها مع اخيها عبدالرحمن بن ابي بكر وأمره ان يخرج بها الى الحل فأهلت من هناك بعمرة وذهبت وطافت وسعت وتحللت مع اخيها والنبي صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين ينتظرونها، فكان هذا وجه الافرادت تأتي بالعمرة بعد الحج، وأما المقرن ينوي عمرة وحجة في نسك واحد، وأما المتمتع يقدم العمرة على الحج، ويتحلل من العمرة ويلبس الثياب ويغتسل ويتطيب الحل كله، فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة

يُحرم الحاج في الفندق في مكان سكنه وينوي الحج.

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *