مواعظ

قال عطاء بن رباح:

لا تُفرحك الطاعة لأنها برزت منك، وافرح بها لأنها برزت من الله إليك، قُل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون. 🌾🌾

قصة وعبرة:

-كان عند عالما ببغاء قد تعلم ترديد (لا إله إلا الله) وكان الببغاء كثيرا ما يرددها في الدرس فيُذَكِّر بها الحاضرين، وفي يوم جاء أحد التلاميذ إلى العالم فرآه يبكي فقال :ما يبكيك؟ قال : مات الببغاء. قال التلميذ: تبكي لببغاء مات؟ فقال العالم: ما هذا الذي أبكاني، ولكن الببغاء كان يقول دائما (لا إله إلا الله)، فلما هجم عليه الهِرُّ ليأكله رجع إلى صوت زعيقه وهو يهرب من الهر لأن هذا الصوت المستقر في قلبه، ومات على زعيقه هذا. وأخشى أن أكون ممن يُذكر الناس بـ(لا إله إلا الله) بلساني، حتى إذا حضرتني الوفاة لم أوفق لقولها بل خُتم لي بأشياء أخرى استقرت في قلبي. 🌾🌾

-(صنائع المعروف تقي مصارع السوء) قال ابن جدعان : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سماناً، وكلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ، فنظرت إلى ناقة وابنها خلفها وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع فقير الحال فقلتُ والله لأتصدقن بهذه وولدها لجاري والله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وأخذتها وقلت خذها هدية مني لك فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول، فكان يشرب من لبنها ويحتطب عليها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم. فلما جاء الصيف بجفافه وقحطه شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول(حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض) فدخلت إلى احدها وأولادي الثلاثة خارج الدحل ينتظرون فتهت ولم أعرف الخروج وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا وقالوا: لعل ثعبانًا لدغه ومات. لعله تاه تحت الأرض وهلك(كانوا ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم تركته) فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره ، إنه لا يستحقها ، فلنأخذ بعيرًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ، فذهبوا وقالوا : أعد لنا الناقة وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا قال : أشكوكم إلى أبيكم قالوا : اشكِ إليه فإنه قد مات قال: كيف مات ولما لا أدري؟ قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج، قال: اذهبوا بي إلى الدحل ثم خذوا الناقة ولا أريد جملكم ، فلما راى المكان ذهب وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى مكان يشم رائحة الرطوبة تقترب، وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض، ووقعت يده على الرجل فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع، فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه خارج الدحل وأعطاه التمر وسقاه وحمله إلى داره ، ودبت الحياة فيه، وأولاده لا يعلمون.قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت قال: سأحدثك حديثاً عجيباً، دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق فقلت آوي إلى الماء وأخذت أشرب منه،ولكن الجوع لا يرحم فالماء لا يكفي وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ وبينما أنامستلقٍ سلمت أمري إلى الله وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب، فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات، ولكن منذ يومين انقطع لا أدري ما سبب انقطاعه؟ فقلت ظن أولادك أنك مت جائوا إلي فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها. فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا لقد قسمت مالي نصفين ، نصفه لي ، ونصفه لجاري. 🌾🌾

-بينما كان يجلس امير المؤمنين عبد الملك بن مروان مع وزرائه ومجلس شورته ، نادى على غلامه ليقضي له حاجة، فخرج خادم أشعث أغبر ثائراً الرأس وقال بصوت مرتفع: الا ينام الغلام الا يستريح الغلام، أكلما نمت او إسترحت ناديت انت(في إشارة لأمير المؤمنين) وقلت: يا غلام يا غلام، طأطأ أمير المؤمنين رأسه والحاضرون يترقبون قراراً قاسياً لمعاقبة الخادم ثم رفع رأسه قائلاً في حكمة بليغة: إن حسنت اخلاقنا سائت أخلاق الخدم وإن سائت أخلاقنا حسنت أخلاق الخدم ،لكن لن نسيئ من أخلاقنا أبداً لتحسن أخلاق الخدم ثم عفى عنه 🌾🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *