اهل المدينة في استقبال النبي

وصل صلى الله عليه وسلم، على أطراف المدينة الى مزرعة المستظل وفيها بئر عذق، استراح صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان وشرب منه فكان اول ماء شربه في المدينة من ذلك البئر صلى الله عليه وسلم، مر رجال من تجار قريش ذاهبين إلى مكة، فألتقوا هناك مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكان منهم الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه، خارج في تجارة لقريش، وعلم أنه مهاجر نشر بضاعته وكسا النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق ثياب بيض جديدة، وإستأذن النبي أن يتم تجارته إلى مكة ثم يعود مهاجر إلى المدينة، فكانت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإغتسل ولبس الثياب الجدد البيض ليستقبله أصحابه وهو بثياب حسنة، اهل المدينة قد بلغهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه في طريقه إليهم

لهلال ربيع الأول وما كان في حسابهم ذهابه إلى الغار ثلاث أيام فيه، ولم يكن في حسابهم أنه سلك طريق لا تسلكه القوافل فلما حسبوا الأيام بسبعة أو ثمانية، قالوا: عندما توقعنا وصوله كنا نخرج كل يوم بعد صلاة الفجر إلى الطرق ونرقب وصوله حتى تغلبنا الشمس على الظلال فندخل بيوتنا، وفي ذات يوم خرجنا كعادتنا حتى غلبتنا الشمس فدخلنا بيوتنا فسمعنا صارخاً يصرخ يا بني قيلة هذا جدكم الذي تنتظرون، فأخذنا سلاحنا نستقبل النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذنا نبصر الطريق وإذا السراب يخفيهم مرة ويظهرهم مرة أخرى مبيضين مقبلين، فلما إقتربوا جلس النبي تحت ظل شجرة، قالوا: فأقبلنا فرأينا رجلين مبيضين قريبين بالعمر من بعضهم البعض ومعهم خادم ودليل يدلهم على الطريق، فإستقبلوه، ثم مضى بهم حتى وصلوا إلى بساتين قباء ليتأكد من أهل المدينة، أنهم قادرون على تحمل تبعات هذه المرحلة الجديدة، قبل دخوله، لانهم لم يكن كلهم مسلمون، بل فيهم يهود ومشركين، وبدخوله ستكون مرحلة في غاية الصعوبة، وسيقفون ليس أمام قريش فقط، بل في مواجهة كل العرب.

🌾
🍑
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *