استقباله في المدينة

المدينة مكونه من ثلاثة عشر حيا وكل حي فيه عشيرة من الأنصار، ولم يبقى بيت من بيوتها إلا وقد اسلم،

وكلهم خرجوا فضجت شوارع المدينة بالناس رجالا ونساء وشباب وأطفال وشيوخ وأسياد كلهم مشتاقين لرؤيته صلى الله عليه وسلم، فلما سمعوا انه خرج من قباء، متجه إليهم، عاشت المدينة أفراحها العظيمة،

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبوابها، يوشك أن يدخلها، محاط بأخواله من بني النجار، وآخرون من المهاجرين والأنصار وهو على ناقته القصواء، وبأيديهم سيوفهم تحميه من كل من تسول له نفسه أن يصيبه بأذى، وأبو بكر خلفه على الناقة،

فكان هذا اليوم التاريخي العظيم من أعظم أيام الإسلام والمسلمين،

فلما اطل عليهم ورأوه من بعيد، صاح الغلمان والاطفال والخدم بأعلى اصواتهم، (الله أكبر، الله أكبر، جاء رسول الله، الله اكبر، هذا محمد رسول الله قد أطل علينا، الله اكبر هذا محمد رسول الله، فلما أقبل صلى الله عليه وسلم وأطلّ عليهم،

قال أنس رضي الله عنه: أضاء منها كل شيء، (أي المدينة) من نور وجهه صلى الله عليه وسلم،

وقال البراء: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم برسول الله،

وبدأ السرور في وجهه وهو يرى هذه القلوب المؤمنة والوجوه المشرقة المستبشرة تستقبله حتى كأن وجهه القمر،

وسأل النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء البنات الصغيرات فقال: (أتحببنني؟) فقلن: نعم يا رسول الله فقال: (الله يعلم أن قلبي يحبكن).

🌾
🍎
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *