سادسا: الجن لا يعلموا الغيب، قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (سبأ ١٤). بل سخرهم الله لسليمان عليه السلام، قال تعالى:{وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} (ص ٣٧-٣٨) وفي (الانبياء ٨٢) {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}
سابعا: جاء الإسلام بتعاليمه ليبطل ما كانوا يعتقدون عن الجن وبين حقيقتهم وصحح كل التصورات وحرر القلوب من الخوف والخضوع لغير الله سبحانه وقرر:
١- لهم وجود حقيقي على الأرض وهم طوائف ومنهم الصالحون ومنهم الضالون والسذج الذين ينخدعون بسهولة بالشيطان وجنده. ٢- عندهم استعداد مزدوج للخير والشر والهدى والضلال إلا إبليس وقبيله من بعد أن طرد من رحمة الله.
٣- لا ينفعون الإنس بشيء بل يرهقون من يلوذ بهم ولا يعلمون الغيب ولن يعد لهم صلة بالسماء بعد بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
٤- لا قوة لهم مع قوة الله لأنهم من خلقه وفي قبضته.
٥- هم كيان غير مرئي للبشر في الدنيا؛ خلقهم الله من مارج من نار، ياكلون كل عظم وقع في ايديهم ولهم دواب تاكل كل بعرة او روثة. ٦- والشيطان من الجن وقد كفر وتمحض للشر والفساد والاغواء ونشر كل عقائد الفاسدة، هو وجنده وأتباعه من أنس وجن. فأصبحوا أعداء لكل من عبد الله من أنس وجن. قال تعالى: { وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} (الصافات ١٥٨) وقال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا، وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا، وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا، وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا، وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا، وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا، وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا، وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ ل