المآخاة وتاسيس السوق ووثيقة المدينة

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إليّ يا معشر المهاجرين، إليّ يا معشر الأنصار) حتى إجتمعوا إليه

قال: (فلتتأخوا في دين الله أخوين أخوين، فلينزل كل مهاجر في منزل أنصاري أخوين في دين الله يرث أحدهم الآخر)،

فجمع بين الغني والفقير الأبيض والأسود الحر والعبد، فتعلموا الإسلام من اخوتهم، وحل جميع مشاكل المهاجرين السكنية، والاقتصادية وزال عنهم الاحساس بالغربة، واندمجوا في المجتمع.

خرج صلى الله عليه وسلم يوما يتفقد المدينة، وينظر فيها، فوجد أن السوق يملكه يهود فمنهم الصاغة، ومن يصنع السلاح، فأدرك أن اليهود تسيطر على إقتصاد المدينة، فجاء إلى موقع عند باب السلام مقابل المسجد النبوي

ثم قال: (يا معشر المؤمنين هذا سوق المسلمين لا يملكه أحد، السوق لمن سبق، ولا يبيع فيه أحد على بيع أخيه) واشرف عليه بنفسه فراقبه، ويوماً كان الطقس ماطراً فجاء ووضع يده في كومة قمح فوجد داخله مبلول فقال:(هل لا جعلت ما أصابته السماء على وجهه كي يراه الناس، من غش فليس منا)

ثم قام صلى الله عليه وسلم في وضع وثيقة المدينة من (٥٢) بند منها (٢٥) بند خاص بالمسلمين و (٢٧) بند خاص بعلاقتهم مع جيرانهم من المشركين واليهود، وقد كفل لأصحاب الأديان الأخرى جميع الحقوق الانسانية كحرية الاعتقاد، وحرية اقامة شعائرهم، والمساواة والعدل، ومن بنود الوثيقة في حالة مهاجمة المدينة من قبل عدو فعليهم أن يتحدوا جميعا لمواجهته، بهذا حل جميع المشاكل المعقدة جدا التي واجهته ولم يتهرب منها، صلى الله عليه و سلم، وبقية المؤاخاة حتى نسخ حكمها بقوله تعالى: {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}.

🌾
🌹
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *