المفاوضات مع قبيلة بني شيبة

كان من بينهم رجل اسمه مفروق، جلس ابو بكر معه وتحدثا،

فقال: لعلك أخا قريش، فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فها هو ذا

وقال: إلام تدعونا؟ فقال: (أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤوني وتنصروني، فإن قريشا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد)،

فقال مفروق: وإلام تدعو أيضا؟ فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا،

فتلى رسول الله صلى الله عليهم وسلم بعضا من القرآن، فذهلوا وتأثروا

فقال مفروق: دعوت الى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.

فقال شيخهم هانئ بن قبيصة: قد سمعت مقالتك، وإن تركنا ديننا واتبعنا دينك، وإنا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدا، ولكن نرجع وترجع، وننظر، ثم نظر هانئ الى المثنى بن حارثة وقال: هذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا فقال: قد سمعت مقالتك والجواب فيه جواب هانئ، وإنا إنما نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السَّمامة.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذان الصريان؟)

قال: أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى، فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهدٍ أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثاً، وإني أرى هذا الأمر مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعجب بكلامهم: (ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه) ثم بشرهم: (أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم، تسبحون الله وتقدسون)

فقالوا: اللهم فلك ذاك.

🌾
🍏
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *