المنافقون في المدينة:

بعد ما أصبحت المدينة تحت رعاية النبي صلى الله عليه وسلم، بيئة جميلة، وقوة فتية وصلبة يهابها الاعداء، يتنزل الوحي فيها، وكتاب الله يطبقه الصحابة كأنما هو حي يدب على الأرض، ومع جمال هذه البيئة لم يمنع أن يكون بين صفوفهم منافقين، كإبن سلول رئيسهم، يصلي بالصف الأول في المسجد،

فإذا ما جلس الرسول صلى الله عليه وسلم بين الخطبتين يوم الجمعة؛ وقف ابن سلول وإستدار إلى المصلين، فيخاطب قومه ويقول: يا معشر الأنصار، يا معشر من آمن بالله ورسوله إسمعوا، وأطيعوا، وأنصروا ترحموا، يرحمكم الله، حتى نزل القرآن يفضحه، ويذكر كلماته، كلمة كلمة قال تعالى: {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} سماه الله منافق، ومع هذا لأن المنافق لا يستحي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن لم تستحي فاصنع ما شئت).

وبعد نزولها قام أيضاً في الجمعة ليكمل نفاقه وقال: يا معشر وقبل أن يتم كلامه كان رجل من الأنصار من قومه، ويعتبر إبن سلول سيده وأميره جذبه من ثوبه، حتى أنزل ركبتيه إلى الأرض قال له: إجلس قبحك الله ألا تستحي؟ ماذا تقول بعد أن نزل فيك قرآن يتلى أترى أحد يثق بك أو يصدقك؟ فغضب، ونفذ صبره لأنّه منافق فقام، وتخطى الصفوف، وهو يشتم ويلعن وخرج من المسجد والنبي على المنبر، حتى لقيه رجل من قومه على باب المسجد قال له: ويحك أين تخرج ورسول الله يخطب؟ قال: قمت أؤيده وأشد أزره، كما أفعل كل جمعة فقام أصحابه يتجاذبوني من ها هنا، وها هنا فقال له: ويحك إرجع يستغفر لك رسول الله قال: لست بحاجة إلى إستغفاره، وأدار وجهه فقال له: إني لأرجو الله أن ينزل في لوية عنقك هذه، قرآن يتلى إلى قيام الساعة،

وما هي إلا أن إنتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة الجمعة، وإذ بجبريل يهبط بالقرآن: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون، سواء عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين} هذا المجتمع الذي إذا تمنى فيه أحد المسلمين الصادقين أن ينزل آية، أنزلها الله كما يريد. فأي مجتمع هذا؟.

🌾
🌹
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *