ايذاء وتشويه قريش

اشتد ايذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى قال:

(ما نالت منى قريشٌ شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب)، واصبح الوضع في مكة صعباً جداً، وبلغ الايذاء للمسلمين والنبي ذروته،

حتى استطاعت قريش تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وخارجها،

تخيل قام النبي بمساعدة عجوز، حمل عنها، فقالت له: يا بني ليس عندي ما أكافؤك به إلا أن أقدم لك نصيحة، قال: (ما هي؟)

قالت: هناك في مكة رجل سيء الخلق اسمه محمد بن عبد الله، يفتن الناس ويسحرهم أياك ان تقترب منه ولا تستمع اليه،

فلما وصلا الى بيتها، قالت له: ما أسمك؟ فابتسم لها وقال: (محمد بن عبد الله)، فذهلت قالت له: أأنت هو، هو؟ قال: (نعم أنا هو)، قالت : انت الذي تدّعي انك رسول من عند الله، قال: (نعم فأنا رسول الله) قالت: أشهد أنك لصادق وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله،

وكانت قريش تحذر كل القادمين وتقول: هناك رجل ساحر اسمه محمد بن عبد الله، إذا سمعتم كلامه يسحركم، ويفرق بينكم وبين قومكم وبين آبائكم وزوجاتكم، وانتشر في الجزيرة كلها،

ضاق الأمر فقرر النبي صلى الله عليه وسلم ترك مكة، ليُبلِّغَ الاسلام للناس كافة،

فعرض الاسلام على رؤساء القبائل سرا في الليل، في موسم الحج والمواسم التجارية يقول: (هل من رجل يحملني الى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي، فإن قريشاً قد منعوني أن ابلغ رسالة ربي؟)

فوقف يوما وقال: (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) .فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه، فأقبلت ابنته زينب رضي الله عنها، ومعها الماء فغسل وجهه ويديه، وهو ينظر الى الدمعة في عينيها وقال: (يا بنية لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة). وذهب الى قبائل كلب وبني حنيفة وبني عامر وغيرهم، وقوبل بالرفض.
🌾🪷🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *