بدأت مرحلة جديدة بعد بدر

أصبح للدولة الإسلامية هيبة كبيرة في قلوب العرب ورفعت من الروح المعنوية للمسلمين، وغيرهم في ألم وغمة وقهر.

وكأن شيء أصابهم في سويدة قلوبهم لا يحبون محمداً أطلاقاً قد قالها أحبارهم، فهم أصحاب غدر ونكث للعهود،

فما أن جاءت اول مناسبة، كشفوا النقاب عن حقيقتهم، فاخذوا ينالون من المسلمين في الاسواق بألسنتهم، ويلمزون ذماً بالنبي صلى الله عليه وسلم، على اسماعهم ويتألمون على قتلى قريش ويضيقون سبل المعيشة على المسلمين،

فمثلا مر شاس بن قيس بنفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس يتحدثون فيه، فغاظه جدا ما وجده من ألفتهم وجماعتهم لم يعجبه هذا الاجتماع، فجلس اليهم، وأخذ يذكرهم بيوم بعاث، وأخذ الصحابة يذكرون تلك الحرب، وذكروا بعض الشعر عن ذلك اليوم فأشتد النقاش واخذتهم الحمية، فغضب الفريقين، وقالوا الحرب بيننا وانصرفوا ليستعد للحرب،

وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقام مسرعاً إليهم مغضباً ووقف بين الفريقين، ورفع يديه باعد بينهما وقال: (يا معشر المسلمين، الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم) ثم تركهم ومشى مغضباً.

فبكى الصحابة ندماً، وقاموا وتعانقوا، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم، انه من فعل يهود، أنهم يريدون غدراً، وأحتار في أمرهم، والمدينة الآن في أمس الحاجة للإستقرار الداخلي اكثر من أي وقت، فأخذ يفكر بحل هذه المشكلة معهم،

فأنزل الله عزوجل: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} فأرسل صلى الله عليه وسلم، الى سادتهم أن اجتمعوا في سوقكم وسط المدينة، فأجتمعوا فقدم اليهم النبي صلى الله عليه وسلم،

فما راعه إلا تجهمت وجهوهم وقالوا: يا محمد ارأيتنا مثل قومك؟ لا يغرنك أنك لقيت قوم لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة والله لإن حاربناك ، لتعلمن أن نحن اهل الحلقة،

فأنزل الله على نبيه فوراً: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ، قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ}

وقال: يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بمثل ما أصاب به قريش، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم، فقاموا من مجلسه وتركوه يتكلم، فحذر النبي المسلمون منهم، وأمرهم أن يأخذوا حذرهم من بني قينقاع،

🌾
🍒
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *