بيعة العقبة

فقال لهم النبي: (ليتكلم متكلمكم وليوجز فإن عليكم من قريشٍ عيناً)

فقالوا: قد سمعنا كلام عمك، فتكلم يا رسول الله، خذ لنفسك ولربك ما أحببت.

فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم: فحمد الله وقرأ شيئاً من القرآن الكريم، ثم قال: (أبايعكم على أن تؤمنوا بالله، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم)،

فقال احدهم: أجل يا رسول الله بايعناك، فنحن والله أبناء حرب وأبناء الحلقة، ورثناها كابراً عن كابر، والذي بعثك بالحق لنمعنك مما نمنع منه أنفسنا، فمد يده أسعد بن زرارة وقال: بايعنا يا رسول الله فقام أحدهم وأمسك يد أسعد وأبعدها وقال: يامعشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس؛ يا رسول الله إننا بيننا وبين الرجال حبالاً فهل عفيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا، هل يمكن هذا؟

فقال لهم: (بل الدم الدم ، والهدم الهدم أنتم مني، وأنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم)

فقال: إن بايعناك على ما طلبت فماذا لنا؟

قال: (لكم الجنة)

فقالوا: لِم التردد يا قوم؟ فقال الرجل: مهلاً تعلمون أنكم تبايعون على حرب العرب قاطبة، فإن علمتم أنكم صابرون على هذا فبايعوه وإلا فدعوه من الآن كما قال عمه فهو خيراً لكم في الدنيا والآخرة وأعز لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما جئنا إلا لنبايعه على ذلك. يارسول الله ابسط يدك نبايعك فبسط يده فبايعهم، رجلاً رجلاً، حتى إذا جاء دور المرأتين سأل عنهما قالوا: هذه أم عمارة، وهذه أم منيع، فبايعهما دون مصافحة.

🌾
🍇
🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *