تابع قصة ابن مسعود:
ومضت الأيام وفي يوم بدر، وقع أبو جهل على الأرض وكله جراح، وكان عبدالله بن مسعود يتجول بعد انتهاء المعركة فشاهد جثة أبي جهل، وقد ساقته الملائكة بالسياط ضربا لإبن مسعود، فوضع قدمه على عنقه، وصعد بساقيه النحيلتين على صدره، وقال: ها يا أبا جهل؟ فقال له: لقد رقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم، لمن الدائرة اليوم فقال إبن مسعود: لله ورسوله وعلى رؤوسكم، فأراد أن يذبحه بحديدة معه فقال له أبو جهل: لا تعذبني بحديدتك خذ خنجري وإذبحني به، فأخذه وقطع راسه، وجاء به للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو ينادي: يا رسول الله أبشر هذا رأس الكفر هذا رأس أبي جهل، وتهلل وجهه بالسرور وقال: (يا ابن مسعود ،آالله حقاً ما تقول) قال: نعم، فنظر النبي فرأى رأس ابي جهل، فخر لله ساجدا ثم نظر لإبن مسعود وهو يربت على كتفه ويقول له: (أرضيت يا إبن مسعود هذه أذن بأذن والرأس زيادة) فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (عمار اين عمار؟) فجاء عمار قال له الرسول: (ابشر يا عمار فقد قتل الله من قتل امك)، إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.