في طريق العودة من بني المصطلق، وقف الجيش في أحد الأماكن بالقرب من المدينة ليستريح وكان ذلك في الليل،
ذهبت امنا عائشة لتقضي حاجتها في العراء، فأبتعدت لتتمكن من قضائها، وعندما عادت وجدت أنها قد فقدت عقد لها ثمين به حجر من العقيق صنع في ظفار بلد من اليمن مشهورة بصناعة العقود، أعطته لها أمها عند زواجها، ومن اغلى الأنواع واحبته النساء، فعز عليها العقد، فعادت لتبحث عنه وتأخرت بعض الوقت،
وبدأ الجيش يتحرك، وجاءوا فحملوا الهودجها، ولخفتها لم يشعروا انها غير موجودة ووضعوه على بعيرها وارتحلوا،
عادت امنا عائشة فوجدت الجيش قد تحرك، فخافت أن تسير خلف الجيش، فتفقد طريقها وكان الوقت ليلاً، فجلست مكانها وقالت في نفسها: أن الرسول عندما يكتشف عدم وجودي، فسيعود مرة أخرى خاصة أنه كان من عادته أن يسير بجوار بعيري، ثم غلبتها عيناها فنامت في مكانها،
في ذلك الوقت كان صفوان بن المعطل، يسير خلف الجيش متأخرا عنه، حتى اذا وقع أي شيء من المتاع أخذه معه، تقدم مع طلوع الصبح فرأى سواد انسان من بعيد، فأقترب فوجد امنا عائشة نائمة، فأراد أن يوقظها فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون بصوت مرتفع، فاستيقظت وغطت وجهها بجلبابها، لأن الحجاب فرض قبل اشهر،
فأناخ صفوان راحلته ووضع رجله على ساق البعير، وركبت عليه، وأنطلق صفوان يقود الراحلة.
قالت رضي الله عنها: والله ما كلمني كلمة واحدة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى وصلا الى المدينة، وشاهدها المسلمون، فاخبرت النبي صلى الله عليه وسلم خبرها فقبل الأمر، وليس فيه ما يضر، فدخلت بيتها، ومرضت بسبب السفر، وظلت مريضة شهرا كاملا.