نزل مصعب بن عمير رضي الله عنه ضيفاً عند أسعد بن زرارة، فكان في النهار يدعو، ويجتمع بهم بعد العصر في بستان، ليقرأ عليهم القرآن ويعلمهم تعاليم الدين،وإنتشر الخبر بالمدينة. ذهب أسعد بن زرارة يوما وأخذ معه مصعب، إلى بستانٍ قريبٍ من بستان سعد بن معاذ. وطلب منه ان يقرأ القرآن بصوت مسموع فاجتمع الشباب حوله، فنظر إليهم سعد من بستانه فغاظه ذلك، فقال لإبن عمه أُسيد بن الحضير: يا أسيد لا أب لك، ألا ترى ما يصنع إبن خالتي أسعد بن زرارة، واللات لولا صلة الرحم بيني وبينه لقمت ومنعته، ولكن لا أحب أن تخسر ذمتي. إذهب إليه فإمنعهم عما يفعلوا، فلما قدم إليهم أسيد ومعه حربته قال: ما شأنكما إعتزلوا هذا المكان إن كان لكم في أنفسكم حاجة، فنظر إليه مصعب وإبتسم وبكل هدوء ولطف قال له: أولك خير من ذلك؟ تجلس فتسمع فإن سمعت شيئاً يرضيك فهو ذا، وإن كرهته إبتعدنا وكفيناك ما تكره، فقال: أنصفت، فقرأ عليه من القرآن ودعاه إلى الإسلام فتأثر بكلام الله عزوجل، قال: بما يأمر دينكم؟ فأعطاه تعاليم الدين فقال: إنكم تدعون إلى شيء حسن، ماذا يصنع من أراد الدخول في دينكم؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،ثم تغتسل وتتطهر وتصلي ركعتين لله فقام وفعل وجلس يستمع.