بعد اسلام عمر تغير الميزان لصالح المسلمين، فقدمت قريش عرضاً للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ان نعبد ما تعبد انت، بالمقابل انت تعبد ما نعبد، ونسجد لآلهك في مقابل أن تسجد لآلهتنا، فهبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، قالوا: يا محمد اطرد الفقراء والعبيد من المسلمين ولا تجلس معهم، إن طردتهم لعلنا نتبعك، قال ابو طالب: يا ابن اخي اقبل بهذا الشرط لننظر ماذا يريدون، فيهبط جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}. ولم يقدم لهم النبي صلى الله عليه وسلم أي تنازلات، وكان على الدوام الطرف الأقوى لأن الله معه قال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} أي تلين. وفشلت كل مفاوضات ولم تحقق شيئ، بينما الاسلام يتقدم وينتشر ويكتسب مساحة جديدة كل يوم، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي جعل في امتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام)، فجُنَّ جنون قريش.