هو زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحبها حبا كبيرا،
خالته ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وكان رجلا شهماً مشهور بالأمانة،
ذهبت قريش اليه ليقنعوه أن يطلقها ويزوجوه من يشاء فقال: لا وربِ هذه البنية، لا افارق صاحبتي فليس بيني وبينها ما يدعو ذلك، ولم أرى من محمد إلا خيراً، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش، وبقية معه في مكة على اسلامها وهو على شركه.
خرج لبدر مكرهاً فوقع بالاسر، فأمره النبي بأن يفدي نفسه، فأرسل الى قريش يطلب الفداء فوصل الخبر لزوجته زينب، من عمتها عاتكة فجمعت ما معها من مال فلم يكفي للفداء، فنزعت قلادتها من عنقها وهي هديتها من امها خديجة رضي الله عنهما ، ووضعتها على مال الفداء،
فنظر النبي في المال فوقع نظره على قلادة خديجة فخفق قلبه، وذرفت عينه الدموع شوقا لخديجة اولاً وتذكر بنته زينب، فسأله اصحابه ما يبكيك يا رسول الله؟ فكفكف دمعه وقال: (لقد تذكرت هذه القلادة لأمكم الأولى خديجة ألبستها لزينب ليلة زفافها)
فقالوا: ماذا ترى يا رسول الله؟ قال: (إن شئتم فاقبلوا الفداء، وإن شئتم اطلقوا زوجها وردوا عليها قلادتها)
فقال الصحابة: نفعل يا رسول الله، فاستوقفه النبي وقال له: (يا ابا العاص لقد فرق الله بين المؤمنين والكافرين فزينب لا تحل لك زوجة بعد اليوم، فاذا بلغت مكة فارسلها الينا)،
فقال: نعم ثم استدار عائدا لمكة، فخرجت زينب على أبوابها لاستقباله، فلما رآها قال بألم: يا زينب عودي إلى أبيك فجهزها ولأنه لا يستطيع فراقها، امنها مع أخيه عمرو ليوصلها،
فخرج في وضح النهار، فلحقه أبا سفيان وقال: لقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس، وعيوننا ترى، وقد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في بدر، وما أصابنا على يدي أبيها محمد، فإذا خرجت رمتنا القبائل بالجبن ووصفتنا بالهوان والذل فارجع بها، واستبقها في بيت زوجها أياما حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها، فسلها من بين أظهرنا سرا وألحقها بأبيها، فرضي بذلك،
وأعادها ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلاً بعد أيام، وأسلمها إلى رسولي أبيها يدا بيد كما أوصاه أخوه.
بقية زينب ترفض الخطاب لمدة ست سنوات على أمل أن يعود إليها زوجها. ويوما التقت سرية من المسلمين بقافلة تجارية لقريش، فأصابوا كل ما معهم وكان او العاص فيها فهرب منهم وتسلل ووصل إلى بيت زينب، فلما رأته، سألته بلهفة أجئت مسلما؟ قال: لا بل جئت هارباً مستجيراً، فقالت: لا تخف مرحبا بابن الخالة، مرحبا بأبي علي وأمامة.