قال فتح بن سعيد الموصلي:رايت في البادية غلاما لم يبلغ الحلم يمشي وحده وهو يحرك شفتيه، فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت: الى اين ؟ فقال: الى بيت ربي عز وجل . فقلت: بماذا تحرك شفتيك؟ فقال: أتلو كلام ربي. فقلت: انه لم يجر عليك قلم التكليف بعد؟ قال: رأيت الموت يأخذ من هو دوني سنا فعرفت انني لست بناج. فقلت: خطاك قصيرة وطريقك بعيدة. فقال: انما علي نقل الخطا وعلى الله البلاغ. فقلت: واين الزاد والراحلة؟ قال:زادي يقيني وراحلتي رجلاي. فقلت: اسألك عن الخبز والماء؟ قال: ياعماه أرأيت لو دعاك مخلوق الى منزله أكان يجمل منك ان تحمل زادك معك الى منزله؟ قلت : لا. قال: ان ربي دعا عباده الى بيته وأذن لهم في زيارته فحملهم ضعف يقينهم على حمل ازوادهم ،واني استقبحت ذلك فحفظت الادب معه ،افتراه يضيعني؟ فقلت :حاشا وكلا. ثم غاب عن بصري فلم اره الا بمكة ، فلما رآني قال: ايها الشيخ اما زلت على ذلك الضعف من اليقين؟