كتبها: عضو هيئة علماء اليمن/عارف بن أحمد الصبري ومنها:مسألة (26/26): انعقد إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة على ثلاثة أقسام: منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وتم تغييره عن وجهته، والصحيح منها هم فيه معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم في ذلك يدورون بين الأجر والأجرين.ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم. قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟ فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها). وقيل للإمام أحمد بن حنبل: ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟ قال: (ما أقول فيها إلا الحسنى. وقال: إقرأ قوله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فإن الله أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون). واعلموا أن الله تعالى مدح الصحابة وأنثى عليهم ورضي عنهم، ووعدهم جميعاً بأن يدخلهم الجنة، والذي يسبهم يرد على الله سبحانه، فإننا لا نتصور مسلماً يسب ويبغض قوماً يحبهم الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه”. حق الصحابة على المسلمين الاستغفار لهم والترحم عليهم، امتثالاً لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم). من يسب الصحابة مفترٍ كذاب، قادح في الشريعة؛ لأن الصحابة هم العدول الثقات حملة الشريعة إلينا، بل سب الصحابة أذيةٌ لله تعالى وقدحٌ في حكمته لأنه سبحانه اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه. وسبّ الصحابة أذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). وفقنا الله وإياكم لكل خير وحفظ علينا ديننا وجعلنا من عباده الصالحين.