-لما ولي عمر بن هبيرة العراق ،استشار الحسن البصري والشعبي وابن سيرين وهم من اعلام التابعين وائمة المسلمين
فقال لهم: ان امير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب الي في اشياء ،ان اطعته فيها أغضبت الله،وان عصيته لم آمن بطشه وغضبه،فهل ترون لي في متابعتي اياه فرجا؟ فتكلم الشعبي وابن سيرين كلاما فيه تقية ومداراة، والحسن ساكت قال له: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ قال: أقول يا عمر بن هبيرة ،يوشك ان ينزل بك ملك من ملائكة الله تعالى فظ غليظ، فيخرجك من سعة قصرك الى ضيق قبرك، يا عمر بن هبيرة ان تتقي الله يعصمك الله من يزيد ،وان تطع يزيد لا يعصمك من الله، يا عمر بن هبيرة لا تامن ان ينظر اليك الله على اقبح ما تعمل في طاعة يزيد نظر مقت ،فيغلق باب المغفرة دونك. يا عمر بن هبيرة لقد ادركت ناسا من صدر هذه الامة كانوا والله على الدنيا وهي مقبلة أشد ادبارا من اقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عمر بن هبيرة ان تكن مع الله في طاعته يرد عنك كيد يزيد وان تكن مع يزيد في معاصيه وكلك الله اليه . فبكى عمر حتى اخضلت لحيته وزاد في اكرام الحسن.
*دعاؤك سلاحك:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد
اللهم أهدنا لأحسن الأقوال والأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي ﻹحسنها إلا أنت وأصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت سبحانك وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.