-العرب إذا مدحوا الرجل قالوا: هو ضحوك السنّ، بسّام العشيّات ، هشّ الى الضيف.
وإذا ذمّته قالت: هو عبوس الوجه، جهم المحيّا، كريه المنظر، حامض الوجه، كأنما وجهه بالخل منضوح، وكأنما أسعط خيشومه بالخردل.
موقف: وقف رجل على الحجّاج فقال: أصلح الله الأمير جنى جان في الحيّ فأخذت بجريرته وأسقط عطائي.
فقال الحجّاج: أما سمعت قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وقد “” يعدي الصّحاح مبارك الجرب
ولربّ مأخوذ بذنب صديقه “” ونجا المقارف صاحب الذّنب.
فقال: أعز الله الأمير، كتاب الله أولى ما اتبع. قال تعالى: {مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ}.
فقال الحجاج: صدقت يا غلام رد اسمه وأثبت رسمه وسن عطاءه.
قال عبد الله بن رؤبة:
يرى راحة في كثرة المال ربّه “” وكثرة مال المرء للمرء متعب
إذا قلّ مال المرء قلّت همومه “” وتشعبه الأموال حين تشعب
فصاحب الدنيا: كدودة القز لم يزدد الأبريسم على نفسه إلّا زاد من الخلاص بعدا. (الإبريسم: خيط الحرير تلفه دودة القز حول نفسها.)