-الهمُّ يشيبُ القلبَ، ويُعقِم العقلَ، فلا يتولد معه رأيٌ، ولا تَصْدُقُ معه رويَّةٌ،
وقال أبو تمام:
شابَ رأسي وما رأيْتُ مَشيب الرَّأ “” سِِ إلا من فَضْلِ شَيْبِ الفؤادِ
وكذاكَ القلوبُ في كُلِّ بُؤسٍ “” ونَعيمٍ طلائعُ الأجْسادِ
-وقف الأحنف بن قيسٍ ومحمد بن الأشعث بباب معاوية فأذن للأحنف ثم لمحمد بن أشعث. فأسرع محمدٌ في مشية حتى دخل قبل الأحنف.
فلما رآه معاوية. قال له: إني والله ما أذنت له قبلك وأنا أريد أن تدخل قبله. وإنا كما نلي أموركم كذلك نلي أدبكم. وما تزيد متزيدٌ إلا لنقص يجده من نفسه.
-قال يحيى بن أكثم: ما شيت المأمون يوماً من الأيام في بستان مؤنسة بنت المهدي. فكنت من الجانب الذي يستره من الشمس. فلما انتهى إلى آخره وأراد الرجوع أردت أن أدور إلى الجانب الذي يستره من الشمس. فقال: لا تفعل ولكن كن بحالك حتى أسترك كما سترتني.فقلت: يا أمير المؤمنين لو قدرت أن أقيك حر النار لفعلت فكيف الشمس. فقال: ليس هذا من كرم الصحبة ومشى ساتراً لي من الشمس كما سترته.