من السير

موقف:
دخل رجلٌ من أهل الشام على أبي جعفرٍ المنصور فاستحسن لفظه وأدبه.

فقال له: سل حاجتك. فقال: يبقيك الله يا أمير المؤمنين ويزيد في سلطانك. فقال: سل حاجتك فليس في كل وقتٍ يمكن أن يؤمر لك بذلك.

فقال: ولم يا أمير المؤمنين فو الله ما أخاف بخلك. ولا أستقصر أجلك. ‏ولا أغتنم مالك. وإن عطاءك لزينٌ. وما بامرئٍ بذل وجهه إليك نقصٌ ولا شينٌ.

فأعجب المنصور كلامه. وأثنى عليه في أدبه ووصله.🌾🌾
*
كان معن بن زائدة أميرا على العراق :

وكان له في الكرم اليد البيضاء وهو من الحلم على أعظم جانب. فقدم عليه أعرابي ذات يوم يمتحن حلمه.
فلما وقف قال: (أتذكر إذ لحافك جلد شاة “” وإذ نعلاك من جلد البعير) قال معن: أذكر ولا أنساه.

فقال الأعرابي: (فسبحان الذي أعطاك ملكا “” وعلمك الجلوس على السرير) قال معن: يا أخا العرب السلام سنة وشأنك في الأمير.

فقال الأعرابي: (سأرحل عن بلاد أنت فيها “” ولو جار الزمان على الفقير) قال معن: يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحبا بك وإن رحلت فمصحوب بالسلامة.

فقال الأعرابي: (فجد لي يا ابن ناقصة بشيء “” فإني قد عزمت على المسير) قال معن: أعطوه ألف دينار يستعين بها على سفره.

فأخذها وقال: (قليل ما أتيت به وأني “” لأطمع منك بالمال الكثير) قال معن: أعطوه ألفا آخر.

فأخذها وقال: (سألت الله أن يبقيك ذخرا “” فمالك في البرية من نظير) فقال معن: أعطوه ألفا آخر.

فقال الأعرابي: أيها الأمير ما جئت إلا مختبرا حلمك لما بلغني عنه. فلقد جمع الله فيك من الحلم ما لو قسم على أهل الأرض لكفاهم .

فقال معن: يا غلام كم أعطيته على نظمه قال: ثلاثة آلاف دينار. فقال: أعطه على نثره مثلها. فأخذها ومضى في طريقه شاكرا.
🌾🌾

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *