-موقف:
قال الأصمعي رحمه الله: مررت بكناس بالبصرة يكنس كنيفا ويغني:( أَضاعُونِي وأيَّ فتًى أضاعوا “” ليوم كريهةٍ وسِدَادِ ثَغْرِ )
فقلت له: أما سداد الكنيف فأنت مليء به، وأما الثغر فلا علم لي بك كيف أنت فيه،(وكنت حديث السن فأردت العبث به)
فأعرض عني مليا ثم أقبل علي فأنشد: (وأُكْرِمُ نفسِي إِنَّنِي إن أهنتُها “” وحَقِّك لم تَكْرُمْ على أحدٍ بَعْدِي )
فقلت له: والله ما يكون من الهوان شيء أكثر مما بذلتها له فبأي شيء أكرمتها،
فقال: بلى والله إن من الهوان لشرا مما أنا فيه، فقلت: وما هو؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك من الناس، فانصرفت عنه أخزى الناس.