رسالة من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يصف فيها الدنيا وصفا رائعا ودقيقا: هي دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، وهي مسجد أحباء الله، ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه،اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة،فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها، وشوقت بسرورها الفاني إلى السرور الباقي، وحذرت ببلائها الماضي البلاء الغابر التالي، ترغيبا وترهيبا.فيا أيها الذام المغتر بتغريرها، المنخدع لأباطيلها حتى غرتك، أبمصارع آبائك للبلا؛ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟