قال ابو رافع رضي الله عنه: جاء رجل يشكي للنبي صلى الله عليه وسلم الجوع ورفع الثوب عن بطنه، ليُري النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد ربط على بطنه الحجر، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم له ثوبه، فإذا بالنبي قد ربط حجرين،
قال رافع: فلما رأيت ذلك، فرجعت الى زوجتي وقلت لها: يا امرأة رأيت رسول الله يعصب على بطنه حجرين، وما على ذلك صبر فهل عندكم من طعام؟ قالت: شويهة يا أبا رافع فقلت: أصَّلِيها، فشوتها فأتيتها بمكتل، وأنا اعلم أن رسول الله يحب من الذبيحة ذراعها الايمن، فأبقيت ذراعها اليمنى كما هي، ثم أتيت النبي على انفراد، فقلت: بأبي وامي يارسول الله، لقد رأيت في وجهك الجوع وهذه شاة قد صليتها لك لتأكل منها، فقال لي بصوت مرتفع ومسموع: (يا أبا رافع ناولني الذراع)، فناولته، قال: (فأخذه فقسمه بين أصحابه) ثم قال: (يا أبا رافع ناولني الذراع)، فنظرت في المكتل، فإذا الذراع على وجه اللحم فناولته الذراع فقسمه بين أصحابه ثم قال: (يا أبا رافع ناولني الذراع) فناولته، فقسمه بين أصحابه ثم قال: (يا ابا رافع ناولني الذراع) فناولته، فقسمه بين اصحابه، فلم أطق صبراً فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعين؟
فنظر إلي صلى الله عليه وسلم وقال: (يرحمك الله لو سكت ساعة لنا، لناولتنيه ما طلبته)، وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه شاب صغير ينقل التراب فنظر إليه النبي وأبتسم وقال في حقه: (أما إنه نِعمَّ الغلام)، ومن شدة التعب نام زيد فجاء عمارة بن حزم وأخذ سلاحه، فلما قام فزع على سلاحه وأخذ يبحث عنه فقال له رسول الله: (يا بار قد نمت حتى ذهب سلاحك)، ثم ألتفت النبي الى اصحابه وقال: (من له علم بسلاح هذا الغلام؟) فقال عمارة: أنا يا رسول الله وهو عندي، فقال: (رده عليه ونهى أن يروع المسلم ويؤخذ متاعه لاعباً)