قال الله تعالى:
-{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} المائدة (66)
وهذا دليل على أن أكثرهم قد ضلوا ولم ينتفعوا من رسلهم ورسالاتهم، تأمل جمال وكمال المبالغة في قوله تعالى: لاكلوا من فوقهم، أي ما تمطره السماء من ماء ووفرته، الذي هو سبب الانبات، وقوله: ومن تحت أرجلهم، دليل على كثرة العطاء وتنوعه مما تنبت الأرض. وعلى الكرم والعطاء، وكمال النعمة، وإحاطتها بهم إحاطة واسعة عظيمة.
-{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون} الاعرافَ (204)
فالمداومة على سماع القرآن لابد وان ترحم. ذكر القرطبي في تفسيره عن الإمام الليث رحمه الله أنه قال : أسرع من تصل اليه الرحمة من الناس هو المستمع الى القرآن ، قلت : هذا المستمع، فما بالكم بالقارئ .
– { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} محمد (24)
من التدبر النظر في القرآن بالبصر والبصيرة، اذا لوجدوا فيه زاجرا عن معصية الله، ولعقلوه, ولكن قلوبهم امتلأت عقائد شيطانية فأقفلت وتركت على ما فيه.