المعاني:
قال مطرّف: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه، أي: لا تقبل بحديثك على من لا يقبل عليك بوجهه.
(حكي أن المأمون سأل يحيى بن أكثم شيء، فقال: لا، وأيد الله أمير المؤمنين،
فقال المأمون: ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها.)
عمل الواو على تغير معنى الجملة؛ فحين يقول: لا رحمك الله. فدعى عليه بعدم الرحمة.
وحين يقول لا ورحمك الله. فيجيب بالنفي ثم يدعو بالرحمة
مر رجل بأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ومعه ثوب،
فقال له أبو بكر رضي الله عنه أتبيعه؟ فقال: لا رحمك الله، فقال أبو بكر: لو تستقيمون لقومت ألسنتكم، هلا قلت: لا ورحمك الله.
الشعر:
قالابن هانئ الأندلسي :
وما النّاسُ إلاّ ظاعِنٌ ومودِّعٌ // وثاوٍ قريح الجفنِ يبكي لراحل
فهل هذه الأيّامُ إلاّ كما خَلا // وهل نحنُ إلاّ كالقُرُونِ الأوائل
نُساقُ من الدّنيا إلى غيرِ دائِمٍ // ونبكي من الدنيا على غيرِ طائل
فما عاجِلٌ نَرْجوهُ إلاّ كآجِلٍ // ولا آجِلٌ نخشاه إلاّ كعاجلِ
قال الشاعر:
ليس الغنى في العيش إلا بلغة // ويسير ما يكفيك منه كثير
لا يشغلنك عاجل عن آجل // أبدا فملتمس الحقير حقير
ولقد تساوى بين أطباق الثرى // في الأرض مأمور بها وأمير
وقال الشاعر:
مولاي جئتك والرجاء // قد استجار بحسن ظني
أبغي فواضلك التي // تمحو بها ما كان مني
فانظر إلي بحق لطفك // يا إلهي واعف عني
لا تخزني يوم المعاد //بما جنيت تهني